الجراد_القاتل_التتار الجزء الثالث
#الغضب_القادم_من_الشرقً
• فى البداية لى توضيحٌ صغير، أعتقد أنني فى الجزء السابق قد هاجمت السلطان "#محمد_بن_خوارزم " الملقب بــ" علاء الدين " رحمه الله وغفر له، ولكى أتوثق أكثر فــ أكثر بحثت عن سيرته فى الكتب القديمه التى عاصرت هذه الفترة فوجدت أن هذا السلطان كان له صيت عظيم وذو شهره كبيره جدا فى العالم الاسلامى، وهنا أنقل لكم قول أشهر المعاصرين الذين عاصروا هذا السلطان العظيم " محمد بن خوارزم شاه " المُلقب بــ" علاء الدين " وهو العلامة #ابن_الاثيـــر رحمه الله، فى كتابه القيم "الكامل في التاريخ" فيقول في ذكر سيرته " وكانت مدة ملكه إحدى وعشرين سنة وشهوراً تقريباً وأتسع ملكه وعظم محله وأطاعه العالم بأسره وملك من حد العراق إلى تركمنستان في الصين حالياً وملك بلاد غزنة في أفغانستان حالياً وبعض الهند وسجستان وكرمان في باكستان حالياً وطبرستان وجرجان وبلاد الجبال وخرسان وبعض فارس في إيران حالياً" انتهي كلامه رحمه الله ؛
• تعالوا بنا نتعرف عن ما قاله #ابن_الأثير عن التتار ايضاً وهو كان شاهد عيان على الأحداث العظيمه ، فهو من المعاصرين لهذه الفترة المريرة، قال ( لقد بقيت عدة سنوات معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها، كارها لذكرها، فأنا أقدم إليه قدم وأواخر أخرى، فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك، فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا - إلا أنه حثني جماعة من الأصدقاء على تسطير هذا، ثم رأيت أن ترك هذا لم يجدي نفعا) .. ومن هنا بدأ يكتب الذكريات المريرة والأحداث المؤلمة رحمه الله فيقول في مقدمة القصة "( هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها، عمت الخلائق وخصت المسلمين ولو قال قائل "إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن لم تبتلى بمثلها" لكان صادقا فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها، ولا ما يدانيها، ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله #بختنصر ببني إسرائيل من القتل وتخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كانت المدينة منها أضعاف البيت المقدس، وما بنوا إسرائيل إلى من قتلوا فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل، ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج، وأما الدجال فإنه يبقي على من اتبعه ويهلك من خالفه أما هؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء والأطفال والرجال وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة في بطون أمهاتهن ( فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) انتهي كلامه رحمه الله.
#اجتياح_سمرقند
• بعد أن دمر التتار مدينة "بخاري" وأهلكوا أهلها وحرقوا ديارها ومدارسها ومساجدها انتقلوا إلى المدينة المجاورة وهي " #سمرقند " وهي مدينة توجد في دولة " أوزبكستان " حاليا، واصطحبوا في طريقهم مجموعة كبيرة من أسرى المسلمين من بخاري، وكما يقول ابن الأثير " فساروا بهم على أقبح صورة فكل من أعيا وعجز عن المشي قتل " والحكمة من اصطحاب التتار للأسارى المسلمين معهم إلى " سمر قند " كان له أكثر من هدف من جراء ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه كانت سنة من سنن التتار في كل تنقل لهم من مدينة إلى مدينة - فكانوا يعطون كل عشرة أسرى علما من أعلام التتار ليرفعوه، فإذا رآهم أحد من بعيد ظن أن المجموع كله من التتار فتكثر الأعداد في أعين أعدائهم بشكل لا يتخيل فلا يعتقدون مطلقا أنهم يقدرون على قتالهم فيستسلمون، وايضاً كانوا يجبرون الأسرى على أن يقاتلوا معهم ضد أعدائهم ومن رفض القتال أو لم يظهر فيه قوة قتلوه، وايضاً كانوا يتترسون بهم عند لقاء المسلمين فيضعون الأسرى في أول الصفوف كالدروع ويختبئون خلفهم فإذا أطلق العدو السهام على جيش التتار دخلت السهام في صدور الأسرى المسلمين والتتار يطلقون سهامهم من خلف صفوف الأسرى المسلمين، وايضاً كانوا يقتلونهم على أبواب المدن لبث الرعب في قلوب أعدائهم وإعلامهم أن هذا هو المصير الذي ينتظرهم إذا قاوموا، كما كانوا يبادلون بهم الأسرى في حال أسر رجال منهم في القتال "تفكير شيطانى لا يفعله إلا الجبارين!!
• وصل جنكيز خان إلى "سمرقند "وحاصرها من كل الجهات وكان من المفترض أن يخرج إليه جيشها النظامي ولكن دب الرعب في قلوب الجيش المسلم وتعلقوا بالحياة فأبوا أن يخرجوا للدفاع عن المدينة المسلمة؛ فاجتمع أهل المدينة وتباحثوا في الأمر ففشلوا تماما في إقناع الجيش في الخروج للدفاع عنهم؛ فقرر البعض من العامة أن يخرجوا فخرج سبعون ألف من أهل المدينة وخرج معهم أهل العلم والفقهاء خرجوا جميعا على أرجلهم دون خيول ولا دواب ولم يكن لديهم خبرة عسكرية تمكنهم من القتال؛ فرأى التتار أهل " سمر قند " يخرجون إليهم فقرروا القيام بخدعة وهي الإنسحاب المتدرج من حول الأسوار في محاولة لسحب المجاهدين بعيدا عن مدينتهم فبدأوا في التراجع تدريجيا عن " سمر قند " وقد نصبوا الكمائن خلفهم وبالفعل نجحت خطة التتار
،
وبدأ المسلمون يطمعون فيهم حتى ابتعدوا تماما عن أسوار المدينة؛ عنها أحاط بهم جيش التتار تماما وبدأت عملية تصفية لأفضل رجال " سمر قند " فقتل السبعون ألف مقاتل عن آخرهم ؛وبعد إفناء الجيش المسلم عاد التتار إلى حصار المدينة مرة أخرى ؛ فأخذ الجيش النظامى قرارا مخزيا وهو طلب الأمان من التتار على أن يفتحوا لهم أبواب المدينة دون مجهود؛ فوافق التتار على إعطاء الأمان لهم؛ ففتح الجيش الخوارزمي الأبواب وخرجوا إلى التتار مستسلمين فقال لهم التتار " سلموا إلينا أموالكم وسلاحكم ودوابكم ونحن نسيركم إلى مأمنكم" ففعلوا ما أمرهم به التتار فلما أخذ التتار أسلحتهم ودوابهم وضعوا السيف في الجنود حتى أفنوهم عن آخرهم، ودخل التتار المدينة وفعلوا بها مثلما فعلوا في بخاري فقتلوا أعدادا لا تحصى من الرجال والنساء والأطفال ونهبوا كل ثروات البلد وانتهكوا حرمات النساء، وعذبوا الناس بأنواع العذاب المختلفة بحثا عن أموالهم وسبوا أعداد هائلة من النساء والأطفال ومن لم يصلح للسبي لكبر سنه أو لضعف جسده قتلوه؛ وأحرقوا الجامع الكبير بالمدينة وتركوها خرابا ؛وأستقر بعد ذلك جنكيز خان في " سمر قند " لأنه أعجبته المدينة العملاقة التي لم يرى مثلها في حياته قبل ذلك .
وبدأت جيوش التتار فى الهجوم مجدداً على بلاد فارس فأسقطة مدينة "مازن دُران" فى ( #إيران حالياً ) وفعلوا بأهلها الأفاعيل والغريب أن مدن كثيرة كانت تُسلم دون قتال كبير ولا يخرج لملاقاة التتار إلا العلماء والفقهاء وأهل العلم وبعض الأهالى بعض ان تفر بعض الجيوش النظامية، خزى وعار لحق بهؤلاء القوم المحبين لدنيا والحياة ودائماً ما يسلموا الى التتارمقابل الأمان ثم يُفعل بهم مثل غيرهم من المسلمين من قتل واغتصاب لجميع النساء وقتل الرجال والاطفال وشق بطون الحوامل واحراق للبيوت والمساجد والمدارس، والغريب ايضا فى الأمر ان مدينة " مازن دران " هذه عندما تقرأ عنها تجد أنها من اقوى المدن فى بلاد فارس وكأن المسلمون قد أصابهم الرعب والهوان فى هذا الزمان وألقى الله تعالى فى قلوبهم الرعب !!
ثم تتوالى الهزائم الكبيرة فهجم التتار على مدينة " الرى " وفعلوا بها مثل أخواتها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
اجتياح بلاد #خُرسان
والبداية كانت من مدينة ( شمال افغانستان الآن ) هذه المدينة تقع جنوب مدينة ترمذ التي دمرها التتار منذ أيام قلائل، ولا شك أن أخبار مدينة ترمذ قد وصلت إليهم... وكان في قلوب أهل هذه البلدة رعب شديد من التتار، فلما وصلت جيوش التتار إليهم طلبوا منهم الأمان، فقبل التتار أن يعطوهم الأمان، وعلى غير عادة التتار لم يتعرضوا لهم بالسلب أو النهب، وقد تعجبتُ من فعل التتار مع أهل بلخ! وتعجبتُ لماذا لم يقتلوهم كما هي عادتهم؟ ولكن زال العجب عندما مرت الأيام ووجدت أن جنكيز خان قد عاد إلى بلخ وأمر أهلها أن يأتوا معه ليعاونوه في فتح مدينة مسلمة أخرى هي مدينة "مرو" كما سيأتي لاحقاً والغريب ايضاً أن أهلها جاءوا معه بالفعل لمحاربة أهل مرو!... والجميع من المسلمين، ولكن الهزيمة النفسية الرهيبة التي كان يعاني منها أهل بلخ، نتيجة الأعمال البشعة التي تمت في مدينة ترمذ المجاورة لهم جعلتهم ينصاعون كالقطيع لأوامر جنكيز خان، حتى وإن كانوا سيقتلون إخوانهم، وبذلك يكون جنكيز خان قد وفّر قواته لمعارك أخرى، وضرب المسلمين بعضهم ببعض..هنا رفع القلم #يتبع مع سقوط بعض المدن النصراية مثل جورجيا وأرمنييا فى يد التتار.
أتمني منكم يا معشر المثقفيين أن تتفاعلوا مع المقال بقوة إذا اعجبكم، حتى يظهر المقال لأكبر عدد من المتابعين، ولا تنسوا الصلاة والسلام على حبيبكم المصطفى ❤
مصادر : :-
البداية والنهاية للعلامة المجتهد الحافظ ابن كثير
الكامل في التاريخ لابن الأثير
إبن الأثير ينعى العالم الإسلامى الفاجعة
موسوعة الشام / الإجتياح
بقلم محمد منصور ✍
تعليقات
إرسال تعليق