يعقوب المنصور المريني


▫️هو يعقوب بن عبد الحق  أو المنصور المرينين القادة المجاهدين الفاتحين، التي يجب أن يقف أمامها  المسلمون كثيرًا، ويتمثلونها في قرارة أنفسهم، ويجعلون منها نبراسًا يضيء حياتهم.

▫️يقول المؤرخون المعاصرون له: "إنه كان صوَّامًا قوَّامًا، دائم الذكر، كثير الفكر، لا يزال في أكثر نهاره ذاكرًا، وفي أكثر ليله قائمًا يصلي، مكرمًا للصلحاء، كثير الرأفة والحنين على المساكين، متواضعًا في ذات الله تعالى لأهل الدين، متوقفًا في سفك الدماء، كريمًا جوَّادًا، وكان مظفرًا، منصور الراية، ميمون النقيبة، لم تهزم له راية قط، ولم يكسر له جيش، ولم يغزُ عدوًّا إلا قهره، ولا لقي جيشًا إلا هزمه ودمَّره، ولا قصد بلدًا إلا فتحه".

▪️▫️حالة الأندلس في ذلك الوقت▫️▪️

لقد تعوَّدت بلاد الأندلس استيراد النصر من  خارجها، فلقد ظلت لأكثر من مائتي عام تستمد النصر من خارج أراضيها؛ فمرة من المرابطين، وأخرى من الموحدين، وثالثة كانت من بني مرين وهكذا، فلا تكاد تقوم للمسلمين قائمة في بلاد الأندلس إلا على أكتاف غيرهم من بلاد المغرب العربي وما حولها.

ومن الطبيعي ألا يستقيم الأمر لتلك البلاد التي تقوم على أكتاف غيرها أبدًا، وأبدًا لا تستكمل النصر، وأبدًا لا تستحق الحياة، لا يستقيم أبدًا أن تنفق الأموال الضخمة في بناء القصور الضخمة الفارهة في غرناطة؛ مثل قصر الحمراء الذي يُعَدُّ من أعظم قصور الأندلس ليحكم منها ابن الأحمر أو غيره، وهو في هذه المحاصرة من جيوش النصارى، ثم يأتي غيره ومن خارج الأندلس ليدافع عن هذه البلاد وتلك القصور.

🔖إستغاثة الأندلس "بيعقوب المريني":

بعد وفاة محمد بن الأحمر(الأول) استخلف على الحُكم ابنه وسميَّه، بل وسميَّ معظم أمراء بني الأحمر كان اسم ابنه هذا محمدًا، فكان هو محمد بن محمد بن يوسف بن الأحمر، وكانوا يلقبونه بالفقيه "لانتحاله طلب العلم أيام أبيه"

لما تولَّى (محمد الفقيه) الأمور في غرناطة نظر إلى حال البلاد فوجد أن قوة المسلمين في بلاد الأندلس لن تستطيع أن تبقى صامدة في مواجهة قوة النصارى، هذا بالإضافة إلى أن (ألفونسو العاشر) حين مات ابن الأحمر (الأول )ظن أن البلاد قد تهاوت، فما كان منه إلا أن أسرع بالمخالفة من جديد وبالهجوم على أطراف غرناطة.

▫️فعندها إستغاث محمد الفقيه( بيعقوب المنصور) المريني -رحمه الله:

"وكان أبوه قد وصاه عند موته بالتمسك بعروة أمير المسلمين في المغرب"، وكان قبل ذلك بعدة أعوام سنة (663هـ) قد أرسل يعقوب المريني حوالي ثلاثة آلاف مجاهد تحت قيادة بعض أقاربه إلى الأندلس في حياة الشيخ ابن الأحمر فاستقروا بالأندلس، واستطاعوا أن يردُّوا الهجوم عن غرناطة، وحفظها الله من السقوط المدوّي وقتها.

⛴العبور الأول "ليعقوب المنصور المريني" -رحمه الله إلي الأندلس : وكان ذلك في صفر سنة (674هـ):

قام يعقوب المريني،بإرسال خمسة آلاف جندي بقيادة ابنه للجزيرة؛ حتى يفرغ من استعداده للجواز، و هناك وفي مكان خارج غرناطة وبالقرب من قرطبة يلتقي المسلمون مع النصارى، وعلى رأسهم واحد من أكبر قواد مملكة قشتالة يدعى "دون نونيو دي لارى".

💥وهنا تبدأ معركة من أهم المعارك الفاصلة:

⚔️معركة الدونونية⚔️

حدثت عام (674هجرية = 1276ميلادية)

بين جيش المسلمين بقيادة "أبو يوسف يعقوب المريني" وكان عدد المسلمين (عشرة آلاف مقاتل).

وبين الجيش القَشتالي (النصارى) بقيادة أكبر قواد مملكة قشتالة " دون نونيو دي لارى" عدد النصاري كان أكثر من عدد المسلمين.

وسميت بهذا الأسم : (بموقعة الدونونيّة) نسبة لقائد النصارى "دون نونيو دي لارى"

⚔️أحداث المعركة :

هناك وفي مكان خارج مدينة "غرناطة "وبالقرب من مدينة "قرطبة "يلتقي المسلمون مع النصارى.

 أخذ "أبو يوسف يعقوب المنصور المريني" يحفز الناس بنفسه على القتال، وكان رحمه الله على رأس الجيش

وكان مما قاله في خطبته الشهيرة في تحفيز جنده في هذه الموقعة:

(ألا وإن الجنة قد فتحت لكم أبوابها، وزينت حورها وأترابها، فبادروا إليها وجِدُّوا في طلبها، وابذلوا النفوس في أثمانها، ألا وإنَّ الجنَّة تحت ظلال السيوف وأخذ يتلوا عليهم الآية الكريمة:

"إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

وقال فاغتنموا هذه التجارة الرابحة، وسارعوا إلى الجنة بالأعمال الصالحة؛ فمَنْ مات منكم مات شهيدًا، ومن عاش رجع إلى أهله سالمًا غانمًا مأجورًا حميدًا

فـ"اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

ودارت معركة شرسه بين المسلمين والنصارى ولكن إستطاع "المنصور المريني" ذلك القائد الرباني وبهؤلاء الرجال الذين أتوا من بلاد المغرب، وبهذا العدد الذي لم يتجاوز "عشرة آلاف مقاتل " أن يحقق المسلمون انتصارًا باهرًا وعظيمًا، وانتصر الجيش الإسلامي على الجيش القَشتالي.

▫️خسائر الجيش النصراني:

قُتِلَ  من النصارى "ستة آلاف مقاتل"، وتم أسر" سبعة آلاف وثمانمائة" آخرين.

كما قُتِلَ( دون نونيو ) قائد قشتالة في هذه الموقعة.

▪️▫️النتائج المترتبة على معركة (الدونونية)▪️▫️

الغنائم الكثيرة للمسلمين، فلقد غنم المسلمون غنائم لا تحصى، كما إرتفعت الروح المعنوية للمسلمين بعد ذلك الأنتصار العظيم .

🌿فما انتصر المسلمون منذ موقعة الأرك في سنة
 (591هـ= 1195م) كهذا النصر في الدونونية في سنة (674هـ= 1276م)

▪️▫️مابعد المعركة▫️▪️ :

عاد "المنصور المريني" عقب (معركة الدونونية) إلى الجزيرة الخضراء، واستقرَّ بها "خمسة وثلاثين يومًا"وزَّع خلالهاالغنائم، وأرسل إلى العدوة بخبر الغزوة،وكذلك أرسل إلى ابن الأحمر، ففرحوا بهذا الأنتصار العظيم.

وقاد جيشه إلى أحواز إشبيلية،التي كانت محتلة من قبل النصاري وحاصرها حصارًا شديدًا، قتل فيه وسبى،وضيق على إشبيلية تضييقًا شديدًا، ثم رحل بجيشه عنها محملاً بالغنائم إلى "شريش"، وحاصرها هي الأخرى فترة، ثم فضَّ الحصار وعاد إلى الجزيرة.

👇❗️❓وهنا يوجد سؤال يتبادر على كثير منا لماذا بعد هذا النصر العظيم في (معركة الدونونيه)، لم يتم السيطرة علي إشبيلية؟ ولماذا لم يثبت المرينيين السيطره عليهما!؟

1):لأن النصاري كانوا معتصمين بمدنهم، يحتمون بأسوارها وقلاعها: تلك القلاع وهذه الأسوار التي قد بناها المسلمون قبلاً.

2):كما أن ألفونسو العاشر كان مختلف عن باقي ملوك قشتالة السابقين، فكان شجاعاً مقداماً لا يخشي أحد، ولا يرضي أبداً بتسليم حتى لو ضحى بنفسه لأجل ذلك.

3):تخاذل حاكم الأندلس (ابن الأحمر) عن الدفاع عنها حتي أنه لم يشترك في موقعة الدونونية بسبب النزاع بينه وبين بني أشقيلولة: وهم أبناء أخت السلطان محمد بن الأحمر الفقيه، وكانت قد وقعت بينهم وبين السلطان خالهم"محمد بن الفقيه"حروب تسببت في مقتل أحد الأخوة الأربعة(بني أشقيلولة)؛ فوقعت العداوة بينهم ولم ينفع معها صلح، فسيطروا على (مالقة وقمارش ووادي آش).

⛴العبور الثاني ليعقوب المنصور المريني للأندلس:

وبعد ثلاث سنوات من (معركة الدونونية) في سنة  :

(677هـ= 1279م) تنقض "إشبيلية"، عهدها مع المسلمين فيذهب إليها من جديد المنصور المريني -رحمه الله، ومن جديد، حاصر المسلمون إشبيلية، واستنزفوها قدر الإمكان، وكان فيها (ألفونسو العاشر)، وأرسل يعقوب المنصور المريني، السرايا إلى مختلف النواحي لتؤدي العمل نفسه، واقتحمت سراياه عدة حصون، ثم عاد السلطان بالغنائم والسبي إلى الجزيرة، وأراح في الجزيرة بعض الوقت، ثم خرج إلى(شريش )
فاشتد في التضييق عليها، وأرسل ولده إلى "إشبيلية"
فاكتسح ما استطاع من حصونها، ثم عاد إلى أبيه وعادا معًا بالجيوش وبالغنائم إلى الجزيرة

⚔️ثم دعى( المنصور المريني)"ابن الأحمر" للغزو، فاستجاب له:

وخرجا سويًّا إلى" قرطبة"، فضيقوا عليها قدر الإمكان، وخربوا ما استطاعوا من حصونها، وأرسلوا السرايا إلى المدن الأخرى للتضييق عليها (كأرجونة وبركونة وجيان)، وملك قشتالة لا يجرؤ على الخروج لهم، ثم إنه لم يجد أمامه بدًّا من مسالمتهم،وبالفعل أرسل إلى أمير المسلمين يطلب المسالمة والصلح، فترك أمير المسلمين القرار في ذلك لابن الأحمر إعلاءً لشأنه، فوافق ابن الأحمر بعد استئذان أمير المسلمين في ذلك، وعاد أمير المسلمين مع ابن الأحمر إلى غرناطة، وترك له غنائم هذه الغزوة، ثم عاد أمير المسلمين للجزيرة.

🔖خيانة" بن الأحمر الفقية" العظمي:

في أثناء رجوع" يعقوب المريني" -رحمه الله- يموت حاكم مالقة –وهو من بني أشقيلولة الذين كانوا يسيطرون عليها- فيتولى عليها ابنه من بعده، إلا أن هذا الابن شرع في النزول عن (مالقة )لأبي يعقوب المنصور المريني؛ نكاية في خاله" ابن الأحمر"، بل إلى الحد الذي قال فيه للمنصور: إن لم تحزها أعطيتها للفرنج ولا يتملكها ابن الأحمر، وكان من الطبيعي –والحال هذا- أن يسارع المنصور لأخذها والاستجابة لبني أشقيلولة .

ولا شكَّ أن موقفه كان في غاية الصعوبة؛ إذ هو الحريص دائمًا على طمأنة محمد الفقيه واسترضائه؛ فلقد كان هذا الأخير لديه من البطانة مثل ما كان للمعتمد بن عباد من قبله، وهم ممن يرضى بالنزول للنصارى ولا يرضى أن ينزل إلى الجزيرة، أمثال يوسف بن تاشفين ويعقوب المريني!

ولا شكَّ -أيضًا- في أن (المنصور المريني )لم يشأ أن تضيع جهوده في الجهاد سدى، ولا بُدَّ أنه فكر في ضرورة أن يكون لبني مرين قوات في أرض الأندلس يمكنها ردع المحاولات  النصرانية، كما يمكنها شلَّ الأفكار التي قد تجول في رأس ابن الأحمر حول التحالف مع النصارى، أو النزول لهم عن مزيد من الأراضي.

⁦لقد كان (للمنصور المريني) قوات في جزيرة طريف على الساحل الجنوبي لبلاد الأندلس، اشترط نزول ابن الأحمر عنها لدى استدعائه له للغوث والإنجاد؛ وذلك حتى تكون هذه القوات مددًا قريبًا لبلاد الأندلس إذا احتاجوا إليهم في حربهم ضد النصارى، وسبيلاً سهلاً للعبور المغربي إلى الأندلس

🔖ابن الأحمر والخيانة العظمى:

وهنا كرر ابن الأحمر (محمد بن الأحمر الفقيه) سيرة المعتمد بن عباد، وخشي أن تتكرر قصة يوسف بن تاشفين حينما ساعد ملوك الطوائف ثم حاز الأندلس بعدئذٍ وأدخلها في حكم المرابطين، ففكر عازمًا على أن يقف حائلاً وسدًّا منيعًا حتى لا تُضم بلاد الأندلس إلى دولة بني مرين.

كرر سيرة الخيانة ذاتها؛ ومثلما أرسل "المعتمد بن عباد "من قبل إلى (ألفونسو السادس).

فعل محمد بن الأحمر الفقيه،  مع ألفونسو العاشر ملك قشتالة، واستعان به في طرد يعقوب المريني من جزيرة طريف.

ولم يكتفِ بهذا، بل سارع ابن الأحمر "الفقيه"في مراسلة الأمير المغربي يغمراسن بن زيان -ملك المغرب الأوسط، والعدو اللدود للسلطان يعقوب المريني،للمحالفة على المنصور المريني.

▫️ابن الأحمر يدخل (مالقة )على حراب الصليبيين:

وعلى موعد مع الزمن يأتي ملك قشتالة بجيشه وأساطيله ويحاصر (جزيرة طريف)، وما أن يسمع بذلك يعقوب المنصور المريني -رحمه الله- حتى يُريد أن يعبر من توه إلى الأندلس، إلا أن حوادث المغرب ومضايقات يغمراسن تمنعه وتعوقه.

⛴العبور الثالث عبور إبن الأمير يعقوب المريني:

فأرسل ابنه الأمير أبا يعقوب على رأس أسطول ضخم في أوائل سنة (678هـ=1279م)، وتُحَدِّثنا مصادر التاريخ عن فقيه من سبتة اسمه أبو حاتم العزفي أبلى البلاء الحَسن في حشد الناس، واستنفارهم للجهاد؛ حتى ركب أهل سبتة جميعًا للجهاد من الفتى الذي بلغ الحلم فما فوقه، وتوفرت همم المسلمين على الجهاد وصدقت عزائمهم على الموت.

واستطاع" ابن الأحمر "في ظل هذه الكوارث التي أثارها للمارينيين بالمغرب والأندلس أن يأخذ(مالقة)
ويستولي عليها ويُدخلها في حكمه، وعندئذٍ تكون الأمور قد عادت إلى ما كان يحب ويرغب من إخراج المرينيين من مالقة.

ندم (ابن الأحمر الفقية) علي هذه الخيانة:

▪️بين الأسطول الإسلامي والأسطول النصراني▪️

ثم بدا لابن الأحمر -مما وصل إليه حال المسلمين المحاصرين من جيوش النصارى- أن النصارى يستعدون لأخذها، وليس فقط إخراج المرينيين منها، وأنها على وشك أن تقع بأيديهم بالفعل، فندم على ما صنع ونبذ عهده وأعد أساطيله وجعلها مددًا للمسلمين، واجتمعت الأساطيل بميناء سبتة تناهز السبعين، فنشبت بين الأسطول الإسلامي وبين الأسطول النصراني معركة هائلة هُزم فيها النصارى، واستولى المسلمون على سفنهم، ونزلوا بالجزيرة، ففرَّ منها النصارى في الحال.

❗️أَمَا كان ابن الأحمر يعتبر بالتاريخ حتى نهايته، فيُبصر فيه نصر يوسف بن تاشفين على المعتمد بن عباد ومعه الفرنج، ولو فعل ذلك لاكتملت له مسيرة القصة فيعتبر بها كلها، بدل أن يخشى من أحد فصولها فيكرر سيرة الخيانة!! إنه نموذج للحاكم الذي تضيع على يديه الممالك والبلاد، وتُمْحَى بسيرته أمجاد سطرها العظماء والفاتحون والمجاهدون الكبار.

😢وللنقمة التي ملأت قلب الأمير أبي يعقوب –ابن المنصور المريني، وقائد النصر البحري- على ابن الأحمر، فَكَّر في أن يتحالف مع النصارى ضد ابن الأحمر حتى يُذهب ملكه في غرناطة، وأرسل بهذا إلى أبيه في المغرب، فأنكر عليه المنصور ذلك ورفضه تمامًا.

وفي هذا الوقت نفسه ينقلب النصارى على ابن الأحمر، ويتحالفون مع بني أشقيلولة ويهاجمون غرناطة، إلا أن ابن الأحمر استطاع ردهم عنها.

▪️أبو يعقوب المنصور المريني يعرض الصلح ثانية▪️:

ورغم خطورة الموقف الذي أوقع (ابن الأحمر )نفسه فيه؛ إذ جعل الكل أعداءه، فتحالف على نصيره الوحيد وهم بنو مرين، فجعلهم عدوًّا جديدًا يضاف إلى النصارى وإلى بني أشقيلولة رغم خطورة هذا الموقف ودقته إذا به يستقبل الرسالة التي تنزل على قلبه بردًا وسلامًا، وهي رسالة من السلطان يعقوب المنصور المريني، يُجَدِّد فيه الرغبة في الصلح والتحالف، ويحذر من خطورة انفصام هذا التحالف على المسلمين في الأندلس ومصيرهم.

وما كان أمام ابن الأحمر الفقيه إلا أن يقبل ويستجيب أمام هذا الخلق الإسلامي الكريم، فيكسب قومًا طالما جاهدوا معه، ونصروه وأعزوه، وعاداهم هو بحماقته، فلم يلبث إلا أن دارت عليه الدوائر.

▪️المنصور المريني والصلح مع النصارى▪️:

هدأت العلاقات وصَفَت بين المنصور وبين ابن الأحمر لفترة من الزمن، ثم انقلب الحال في قشتالة نفسها؛ إذ ثار سانشو بن ألفونسو العاشر على أبيه، فلجأ ألفونسو العاشر إلى المنصور المريني، الذي جاز إلى الأندلس معاونةً لألفونسو، واستغلالاً لهذه الفرصة في ضرب بعضهم ببعض، ثم جاز مرة ثانية بعد أن مات ألفونسو العاشر، فصالحه النصارى وعقدوا معه عقدًا للهدنة والموادعة.

ثم وَفَد (سانشو )بعد ذلك على أمير المسلمين، وفيها سأل المنصور سانشو أن يرسل إليه من الكتب التي أخذوها من بلاد المسلمين في الأندلس، فأرسل إليه بعد عودته إلى بلاده (13)حملاً.📚

🔖تكرار الخيانة من ابن الأحمر:

بعد الموقعة السابقة بعام واحد وفي سنة (685هـ= 1286م)  يموت المنصور المريني -رحمه الله- ويخلفه على إمارة بني مرين ابنه "يوسف بن المنصور"، وتتوالى خيانات بني الاحمر، إلي سقوط غرناطة أخر وعاقل المسلمين في الأندلس.

رحم الله المجاهد الورع يعقوب المنصور المريني وطيب
ثراه

📚 المصادر والمراجع:

كتاب (البيان المُعِرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب).
لأبي العباس أحمد بن محمد بن عذاري.

كتاب (التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة).
للدكتور: عبد الرحمن علي الحجي.

كتاب(قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط)
للدكتور:راغب السرجاني.

كتاب (تاريخ الأندلس المصور)
للدكتور: طارق السويدان.

#شخصيات- أندلسية
# يعقوب _المنصور_ المريني

#صفحة- التاريخ- الأندلسي- الإسلامي

🌹_______________ صفية المدني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجراد_القاتل_التتار الجزء الثالث

أهم صفات الخوارج التي ذكرها النبي ﷺ

حصار عكا 1799