فتح أنطاكية.. حاضرة الروم تسلم


استطاعالمسلمون فتح أنطاكية في 5 شعبان سنة 15هـ وفرح المسلمون بهذا الفتح فرحا شديداوأرسل لعمر بن الخطاب بالبشارة فخطب بالناس وبشرهم بالفتح, والجدير بالذكر أن أولىالحملات الصليبية على بلاد المسلمين كانت موجهة لهذه البلدة, ولكن لماذا كان فتح أنطاكيةمسألة مصيرية عند كل من المسلمين والروم؟ وما هي الأحداث التي صاحبت فتحها؟

======

المكان:أنطاكية - الشام

الموضوع:جيوش الإسلام بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تفتح أنطاكية أفضل مدن الروم في الشام.

====

الأحداث:

فتح أنطاكيةتعتبر موقعة اليرموك الشهيرة نقطة فاصلة فيتاريخ الصراع بين المسلمين والروم على أرض الشام؛ لأنه ظهر بالدليل القاطع قوة جندالإسلام وقدرتهم الهائلة على تحطيم أعتى الجيوش على وجه الأرض وقتها, ومثلت هذهالموقعة البوابة التي عبر منها المسلمون للسيطرة على باقي بلاد الشام ولم يجدالمسلمون مقاومة عنيفة في معظم بلاد الشام إلا ما كان في مدينة أنطاكية التي كانتتمثل للروم كرسي الملك في الشام بجانب كونها مدينة مقدسة عندهم, لذلك فإن فتح هذهالمدينة كان مسألة مصيرية عند كل من المسلمين والروم وجاءت أحداث فتحها عجيبة حقًّا.

تبدأأحداث هذا الفتح عندما جاء الأمر من الخليفة عمر بن الخطاب لأمير الشام أبي عبيدةبن الجراح بالتوجه لفتح حمص الحصينة لأنها أصبحت مأوى للمنهزمين الرومان وكثرتالأعداد بها فنزل أبو عبيدة والمسلمون على المدينة فحاصروها حصارًا شديدًا, وكانأمير الروم على المدينة رجل يقال له "يوقنا" وكان شديد التجبر والطغيانفرفض الصلح مع المسلمين وأصر على القتال وكان الزمان شتاء والبرد شديد وصبرالمسلمون صبرًا بليغًا وتأذى أهل حمص بالبرد إيذاء شديدًا حتى سقطت أقدامهم..

ولكنالصحابة كانوا في سلام لم يصب منهم أحد بأذى واشتد الحصار على أهل حمص حتى كان يوممن الأيام كبر الصحابة تكبيرة عظيمة ارتجت منها المدينة حتى تفطرت منها بعضالجدران فاجتمع كبار أهل حمص وقرروا الصلح مع المسلمين ومخالفة أميرهم "يوقنا"وبالفعل صالحوهم وعندما علم يوقنا بذلك نصب لأهل حمص مذبحة عامة وأمعن فيهم القتلوعندما علم أبو عبيدة, أمر بالهجوم على المدينة من أجل الدفاع عن أهل ذمة المسلمينمن شر الأمير يوقنا.

واستطاعالمسلمون دخول المدينة وإنقاذ أهل الذمة بعد ما قتل يوقنا منهم ثلاثمائة وتحصنيوقنا في قلعة المدينة وأصر على القتال ولكنه ما لبث أن أدرك أنه لا قبل له بالمسلمين,فخرج من المدينة خائفًا يترقب وتوجه إلى مدينة أنطاكية.

حدثأمر عجيب في هذه الأثناء حيث دخل يوقنا في الإسلام وأشرق قلبه بنور الهداية بعدحادثة جرت له في حمص وأخرى في الطريق لأنطاكية, حيث كان له أخ راهب اسمه "يوحنا"كان عنده علم أهل الكتاب وقد نهاه أخوه عن قتال المسلمين وعن قتل أهل حمص ولكنيوقنا رفض ذلك ورفع السيف لقتل أخيه يوحنا وعندها أعلن يوحنا إسلامه فقتله أخوهيوقنا وتأثر بسبب ذلك جدًّا وعندما فر من حمص لأنطاكية قابل في الطريق أحد الرهبانالذي حدثه بما جرى بينه وبين أخيه وما حدث من المسلمين في الدفاع عن أهل الذمة فيحمص, فكلمه هذا الراهب بكلمات جعلت نور الهداية يدخل في قلبه..

وماكان من يوقنا عندما أعلن إسلامه أن عاد للمسلمين في حمص وقابل أبا عبيدة وشهدشهادة الحق بين يديه وانتدب نفسه للدخول إلى أنطاكية ليسهل فتحها على المسلمينفرحب أبو عبيدة بالفكرة وانطلق يوقنا لتنفيذ هدفه.

دخليوقنا أنطاكية وكان بها هرقل عظيم الروم وكانت الأخبار قد طارت لهرقل أن يوقنا قدأسلم فخدعه يوقنا وأفهمه أنه لم يسلم وإنما تظاهر بالإسلام ليخدع المسلمين فرضيهرقل عن الأمر وخل على يوقنا وعينه قائدًا لحامية أنطاكية, فقام يوقنا بتحصينالمدينة وإعداد المؤن اللازمة للشتاء وفي هذه الفترة استولى المسلمون على مدينةقنسرين وقيسارية وغيرها من الحصون..

ولكنحدث ما لم يكن في الحسبان ذلك أن الرومان كانوا يستعملون جواسيس من العرب المتنصرةينقلون أخبار تحركات المسلمين وأدى ذلك لعمل كمين لفرقة مسلمة قوامها مائتي مقاتلمسلم بقيادة "ضرار بن الأزور" حيث هجم عليهم عشرة آلاف من العربالمتنصرة بقيادة "جبلة بن الأيهم" فأسر ضرار ومن معه بعد قتال شديد وحملالأسرى إلى أنطاكية مما أحزن المسلمون ومعهم يوقنا جدًّا..

وعندهاقرر أبو عبيدة وخالد بن الوليد التوجه سريعًا لأنطاكية لتشديد الحصار عليها لإنقاذضرار ومن معه من الأسرى, وكان هرقل من علماء أهل الكتاب يعلم علم اليقين أنالمسلمين سيأخذون سائر البلاد فخرج حاجًّا إلى بيت المقدس ومنه إلى بلاد الروم وقداصطحب معه أمواله وذخائره وأهل بيته جميعًا, وكان هرقل كلما حج إلى بيت المقدسوخرج منها يقول: "عليك السلام يا سورية تسليم مودع لم يقض منك وطرًا وهو عائد",فلما كانت هذه السنة قال وهو خارج منها: "عليك السلام يا سورية سلامًا لااجتماع بعده إلى أن أسلم عليك تسليم المفارق ولا يعود إليك رومي أبدًا إلا خائفًا".

==========

اضطربأمر الرومان جدًّا داخل أنطاكية بعد خروج هرقل الذي وضع رجلاً يشبهه وألبسه تاجه

وملابسهولكن سرعان ما انكشفت حيلة هرقل, في حين أن أبا عبيدة وخالد قد شددوا الحصار علىأنطاكية وراسلهم يوقنا بمواضع الضعف واتفق يوقنا مع حراس بعض الأبواب بعد أن دعاهمللإسلام وأرسل لأبي عبيدة يخبره بالأمر ويحدد اليوم الذي يهجم فيه على المدينةوبالفعل استطاع المسلمون دخول المدينة في 5 شعبان سنة 15هـ وفرح المسلمون بهذاالفتح فرحًا شديدًا وأرسل لعمر بن الخطاب بالبشارة فخطب بالناس على منبر رسول اللهوبشرهم بالفتح.

والجديربالذكر أن هذه المدينة ظلت في ذهن الصليبيين بعدها وكانت أولى الحملات الصليبيةسنة 491هـ على بلاد المسلمين موجهة إلى هذه البلدة فاستولوا عليها في جمادى الآخرةسنة 491هـ وظلت في قبضة الصليبيين حتى حررها الظاهر بيبرس سنة 666هـ.

-----------------

المصدر:موقع مفكرة الإسلام-قصة الاسلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجراد_القاتل_التتار الجزء الثالث

أهم صفات الخوارج التي ذكرها النبي ﷺ

حصار عكا 1799